اخبار

أسواق الألعاب الرقمية في الشرق الأوسط

أسواق الألعاب الرقمية في الشرق الأوسط

قطاع الألعاب الرقمية هو واحد من القطاعات التي حصلت على الكثير من الاهتمام في العقدين الأخيرين سواء في الشرق الأوسط أو العالم لأسباب متعددة.

وعادة ما تضم الألعاب الرقمية مجموعة كبيرة من الفئات أشهرها تطبيقات الألعاب الفردية عبر الجوال أو الألعاب الجماعية التي يتم تنظيمها في بيئة تنافسية مثل الألعاب الشهيرة Fotnite وCall of Duty وLeague of legends.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً فئة العاب قمار بمال حقيقي والتي تشهد انتشاراً كبيراً في الأسواق الشرق أوسطية مؤخراً، خاصة تلك التي تعتمد على الحظ مثل ماكينات سلوتس والروليت.

ألعاب الطاولة أيضاً لها نصيب مميز في أسواق الألعاب الرقمية، وأشهر الألعاب المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط هي ألعاب الطاولة التقليدية والدومينو وبعض الألعاب الورقية مثل البوكر والبلاك جاك.

بعض ألعاب الطاولة الشهيرة مثل البلاك جاك لها جذوراً في الوطن العربي حيث يطلق على نسختها التقليدية لعبة 31، ويعتمد المكسب في هذه اللعبة على سرعة الحسابات والقدرة على إتخاذ القرارات الصحيحة خلال وقت قصير.

يمكن للاعبين استخدام كافة هذه الألعاب لربح النقود، غير أن القواعد تختلف من لعبة لأخرى بالطبع وفقاً لمقدمها وفئة اللعبة.

الاستثمار في أسواق الألعاب الرقمية

كما ذكرنا أعلاه، شهدت أسواق العملات الرقمية طفرة كبيرة في الاستثمارات التي يتم ضخها في هذا القطاع لعدة أسباب أبرزها:

  1. النمو العالمي لقطاع الألعاب

حيث سجّل قطاع الألعاب الرقمية عوائد تبلغ 182 مليار دولار أمريكي عام 2022. وبعد أن كان التركيز الأساسي للقطاع في قارتي أوربا وأمريكا الشمالية، شهد العقد الماضي نمواً سريعاً للقطاع في القارة الآسيوية وبدأ الانتشار مؤخراً في الأسواق العربية والشرق أوسطية كذلك.

  1. زيادة الشريحة الاستهلاكية

زيادة الشريحة الاستهلاكية داعي لزيادة الاستثمار في أي سوق؛ حيث تعني هذه الزيادة ارتفاع احتمالات الربح. وقد أظهرت الإحصاءات أن ما يتجاوز ثلثي الأجيال الجديدة “جيل زد والألفية” يمارسون الألعاب الرقمية.

كما زاد عدد الساعات التي يقضيها اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً إلى 7 ساعات من اللعب أسبوعياً.

  1. جائحة الكوفيد!

ربما يُعد هذا السبب غريباً للبعض، ومع ذلك، فقد ساهم الإغلاق الذي شهده العالم أثناء جائحة كوفيد في زيادة الاستثمارات التي يتم ضخها في عالم الألعاب الرقمية.

ومع ذلك، فهذه الزيادة لم تقتصر على الألعاب الرقمية فحسب، بل طالت أيضاً تطبيقات التواصل الأخرى بشكل عام مثل تطبيق Zoom الذي ارتفعت أسهمه بنسبة 200% أثناء الجائحة.

تدابير الإغلاق التي كانت منتشره حينذاك ساهمت في زيادة الوقت الذي يمضيه الجميع عبر الإنترنت، مما ساهم في توجيه الاستثمارات لسوق الألعاب الرقمية خاصة السحابية منها.

  1. انتشار الجوال!

ربما لا تدرك الأجيال القديمة هذا، ولكن ممارسة الألعاب الرقمية قديماً كان يحتاج لجهاز كمبيوتر تقليدي. الكمبيوتر المحمول حتى لم يكن خياراً متاحاً للكثيرين.

ولكن مع الانتشار الكبير للجوال والطفرة الكبيرة التي شهدتها أسواق الجوال حول العالم، وثورة الإنترنت المصاحبة لذلك والتي مكّنت أي حامل جهاز جوال على الاتصال بالإنترنت وتنزيل التطبيقات التي يريد تنزيلها من أي مكان، أصبح سوق الجوال من أكبر أسواق الألعاب الرقمية في العالم.

أسواق الألعاب الرقمية من منظور عالمي

كما ذكرنا أعلاه، فإن حجم أسواق الألعاب الرقمية وصل إلى 200 مليار دولار أمريكي تقريباً العام الفائت، وتشير الإحصائيات إلى أن ألعاب الجوال لها نصيب الأسد من هذا الرقم!

بلغ نصيب ألعاب الجوال من سوق الألعاب الرقمية في العام الماضي نصف هذا الرقم تقريباً أو 49% على وجه التحديد.

وارتقت الأسواق الآسيوية لتصير هي الأسواق الأعلى من حيث الإيرادات عالمياً، بينما حققت منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية نمواً يقدّر بنسبة 4.7% تقريباً عام 2022.

وأشارت الإحصائيات إلى أن ما يقارب 3 مليار و400 مليون نسمة حول العالم يمارسون شكلاً أو آخر من الألعاب الرقمية، وهذا الرقم يُعد نمواً بنسبة 6.3% عن عام  2022.

أكثر من نصف هؤلاء اللاعبين يقعون في منطقة القارة الآسيوية والمحيط الهادي، غير أن التوزيع النسبي للاعبين بالنسبة للكثافة يشير إلى أن أعلى كثاقة لاعبين بالنسبة لعدد السكان في القارة الأمريكية الشمالية.

الأمر المثير والمحفّز للاستثمارات في هذا القطاع هو أيضاً نمو أعداد اللاعبين بنقود حقيقية، فالإحصائيات تشير إلى أن اللاعبين الذين قاموا بشراء أجهزة كمبيوتر مخصصة للألعاب أو وحدة تحكم أو اشتركوا في خدمة ألعاب سحابية وصل عددهم إلى 1.47 مليار لاعب في 2023، بزيادة قدرها 7.3% عن عام 2022.

وبمراجعة إيرادات أكبر الشركات المطورة للألعاب الرقمية، سنجد أن شركات Tencent وSony وApple كان لهم نصيب الأسد من حيث الإيرادات.

وقد تم حساب مجموع إيردات العشر الشركات الكبرى في صناعة تطوير الألعاب وبلغت الإيرادات المجمّعة لهذه الشركات 54.4 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من 2023.